أسعار خرافية لألبسة العيد.. و ثياب البالة حل غير مرغوب

أسعار خرافية لألبسة العيد.. و ثياب البالة حل غير مرغوب

تقارير | 10 04 2023

نور الدين الإسماعيل

ليس بإمكان سميحة التي تقيم في مدينة إدلب شراء ألبسة العيد الجديدة لأطفالها الخمسة، وكان لا بد لها من اللجوء إلى حلول أخرى، كالبالة (الألبسة المستعملة)، أو تصغير الألبسة الكبيرة، فدخْلُ زوجها الشهري لا يمكِّنهم من كسوة جميع أفراد الأسرة بالألبسة الجديدة.


وعلى الرغم من تمكنها من إيهام طفليها الصغيرين أن الألبسة التي اشترتها لهم من "البالة" هي جديدة، إلا أنها لم تنجح مع بقية أطفالها الذين لا يتوقفون عن سؤالها، "لماذا لا تشتري لنا ألبسة جديدة مكوية"؟

اقرأ أيضاً: 180 ليرة تركية للكيلو.. ارتفاع أسعار اللحوم في إدلب مع حلول رمضان


منذ سنوات طويلة اعتاد السوريون على ارتفاع أسعار الألبسة قبيل حلول العيد، نتيجة العرض والطلب، إلا أن الارتفاعات الحالية تشكل حملاً ثقيلاً عليهم، ما تدفع بشريحة واسعة منهم لإلغاء ملابس العيد، أو البحث عن حلول بديلة تناسب دخلهم.


حركة ضعيفة شمالي غربي سوريا


 مازالت الحركة خجولة في أسواق شمالي غربي سوريا، وعلى الرغم من وجودها إلا أنها مازالت ضعيفة ولا ترقى إلى ما كان يعرف سابقاً بحركة أسواق العيد.

يقول تاجر الألبسة سامر محمد علي لـ"روزنة" عن الحركة الشرائية لهذا العام: "حركة السوق لهذا العام يمكن أن نقول عنها أنها تعادل 30% من الحركة في العام الماضي، نتيجة عدة عوامل، أهمها ضعف القدرة الشرائية لدى المواطن، إضافة إلى ارتفاع أسعار الألبسة على الزبون، يضاف إليها ما عاناه أهل المنطقة بعد كارثة الزلزال".

وأوضح محمد علي أن التاجر لا يشعر بالارتفاع في الأسعار لأنه يشتري ويبيع بالدولار فقط، ولم تتغير الأسعار بشكل كبير حسب التعامل بالدولار، وإنما انعكس الأمر أكثر على الأهالي الذين يشترون البضاعة بالليرة التركية، وخلال عام تدهورت قيمتها بشكل كبير.

وأضاف ضارباً بعض الأمثلة: "مثلاً قطعة التوينز التي كانت تباع بعشرين دولاراً في العام الماضي كانت تساوي قيمتها 270 ليرة تركية تقريباً، بينما هي نفسها وبسعر عشرين دولاراً تساوي على الليرة التركية 400 ليرة".

                     
                                                                                     ألبسة معروضة في أحد المحلات بمدينة إدلب
                              
وأشار إلى أن مصادر البضاعة قد تلعب دوراً في الأسعار، فالمصادر التي يعتمد عليها تجار الألبسة في شمالي غربي سوريا هي ثلاثة مصادر، ويعتبر أكبر تلك المصادر هو ما يتم شراؤه من المشاغل الموجودة في مناطق سيطرة النظام السوري، ثم من المشاغل الموجودة في المنطقة، إضافة إلى ما يتم استيراده من تركيا.

وتحدث عن صعوبات النقل ووصول البضائع، خصوصاً تلك القادمة من مناطق النظام السوري، وفي كل الأحوال الخاسر الأكبر هو المواطن، لأن هامش الربح بالنسبة للتاجر ثابت، وأجور النقل وتكاليفه تضاف إلى القطعة سواء كانت قليلة أو كثيرة.

وختم معبراً عن أسفه بأن شراء الألبسة الخاصة بالعيد، في هذه الأيام، بات رفاهية يفتقدها الكثير من السوريين، فالعائلة المكونة من 3 أو 4 أطفال هم بحاجة إلى 100 دولار (في الحد الأدنى) لتأمين كسوة العيد.

بينما يتحدث نضال الخالد وهو صاحب محل ألبسة في مدينة الدانا شمالي إدلب لــ"روزنة" عن الأسعار قائلاً: "بشكل عام تتراوح أسعار الملابس الفاخرة للأطفال (ولادي وبناتي) بين 25 و 45 دولاراً، بينما يمكن شراء الأنواع الأقل الجودة بأسعار أقل تتراوح بين 200 ليرة تركية و400 ليرة، في الوقت الذي تباع فيه الأنواع الرديئة (ستوك) بأقل من 200 ليرة".

وتخبرنا سميحة عن الأسعار التي واجهتها في البالة، بأنها "مقبولة نوعاً ما، خصوصاً إذا تمكنتَ من اصطياد طلبك بنجاح، فأنا اشتريت البنطال لطفلي بـ15 ليرة تركية والكنزة بـ 10 ليرات تركية، وكأنهما جديدان".


الأسعار شرقي سوريا


لا يختلف الأمر كثيراً في شرقي سوريا عن غيرها من المناطق، فالحال متشابهة، وأسعار الألبسة بدأت بالارتفاع مع بداية شهر رمضان.

يؤكد مراسل "روزنة" في الرقة عبد الله الخلف بعد جولة على أسعار الألبسة المخصصة للعيد، في المدينة أن اللباس الجديد يباع بالدولار، بينما تباع الألبسة المستعملة (البالة) بالليرة السورية.

فتتراوح أسعار الألبسة الممتازة (ماركات ونوع أول) بين 25 و 50 دولاراً، لكسوة طفل واحد بلباس العيد، بينما تتراوح أسعار ألبسة الأطفال في البالة بين 50 و 100 ألف ليرة سورية.

ويكلف تفصيل الثوب العربي للكبار (الكلابية) بين 15 و 30 دولاراً، ومثلها لتفصيل الثياب الخاصة بالنساء، وذلك بشكل وسطي، بينما قد ترتفع التكلفة بارتفاع الجودة فتصل إلى 50 أو 100 دولار.


ارتفاعات كبيرة في دمشق


وشهدت أسواق مدينة دمشق ارتفاعات كبيرة على أسعار الألبسة مع اقتراب حلول عيد الفطر، تجاوزت 200% بحسب مواقع اقتصادية متخصصة.

ذكرت صحيفة الوطن المحلية أن أسعار الألبسة في دمشق قد ارتفعت بشكل كبير، حيث وصفت الأسعار بـ "الفليكة إذ تراوح متوسط سعر البنطال الجينر النسائي أو الرجالي ذو الجودة المتوسطة ما بين 80-85 ألف ليرة"، (الدولار يساوي اليوم 7615 ليرة سورية).

قد يهمّك: أحدهم هاني شاهين.. فنانون سوريون يعانون خلف ستار الحياة الوردية


وبحسب الصحيفة فإن سعر الكنزة النسائية يتراوح بين 45 - 70 ألف ليرة سورية، بينما وصل سعر القميص النسائي ذو الجودة المتوسطة إلى 65 ألف ليرة سورية، ونفس الأمر بما يخص الألبسة الرجالية، حيث "وصل وسطي سعر البنطال إلى 80 ألف ليرة، و(تي شيرت) إلى 50 ألف ليرة، والقميص 60 ألف ليرة فما فوق".

ويشير تقرير صادر عن "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية" (أوتشا) إلى أن أكثر من 90% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، ويعاني أكثر من 12.4 مليون سوري، من إجمالي عدد السكان المقدّر بحوالي 16 مليون، من انعدام الأمن الغذائي، وفقا لـ "برنامج الأغذية العالمي"، وهي زيادة مقلقة بلغت 3.1 مليون في عام واحد. 

ويؤكد تقرير صادر عن منظمة "هيومن رايتس ووتش" التابعة للأمم المتحدة أن أكثر من 600 ألف طفل يعاني من سوء التغذية المزمن. حيث فاقمت حكومة النظام السوري "من أثر الأزمة الاقتصادية بعدم معالجتها بشكل عادل وكاف نقص الخبز والوقود، وبدلاً من ذلك سمحت بالتوزيع التمييزي وغير العادل".

بودكاست

شو الحل؟ - الموسم الثالث

شو الحل؟ - الموسم الثالث

بودكاست

شو الحل؟ - الموسم الثالث

شو الحل؟ - الموسم الثالث

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض