حالات إمساك جماعية في مدينة الباب والسبب مجهول.. ما القصة؟

حالات إمساك جماعية في مدينة الباب والسبب مجهول.. ما القصة؟

تقارير وتحقيقات | 1 03 2024

إيمان حمراوي

يعاني أهالي في مدينة الباب من أزمة مرضية مفاجئة بدأت قبل أسبوعين، تمثّلت بحالات إمساك شديدة جماعية، أدت لدخول بعض المرضى إلى المستشفيات.

الصيدليات أصبحت ملاذ المرضى الأول للتداوي ومن ثم الطبيب بسبب الوضع المعيشي المتردي، في ظل عدم تحرّك الجهات المعنية لمعالجة الأسباب أو الحديث عن الأزمة.

"نخاف من الوصول إلى مرحلة التدخل الجراحي بعد إصابتنا بحالة الإمساك غير الطبيعية كحال العشرات في المنطقة" يقول أحمد، أحد المقيمين في مدينة الباب شرقي حلب، عبر فيسبوك.

ماذا حدث؟

الطبيب أحمد عابو، في مدينة الباب، يوضح لروزنة حول ما حدث صحياً مع أهالي المدينة، قائلاً: "فجأة وقبل أكثر من عشرة أيام، بدأت تأتي إلى العيادة حالات مرضية تعاني من إمساك شديد وهو عبارة عن انسدادات برازية".

وأضاف: "تستمر أحياناً لمدة أسبوع، وسط محاولات لعلاج الحالة من أدوية وحقن في ظل عدم استجابة الجسم في كثير من الأحيان".

وأشار "عابو" أن بعض المرضى باتوا في المستشفيات فيما خضع آخرون إلى عمليات تنظير بسبب الإمساك الشديد الذي طالهم فجأة.

ويؤكد الطبيب أن تلك الحالات غير اعتيادية عند مرضى طعامهم متوازن "وهو ناتج عن شي غير طبيعي"، مرجحّاً أن يكون الخبز هو المتسبب بتلك الحالة.

كذلك، لفت إلى أن الأهالي في مدينة أعزاز سبق واشتكوا من حالة مرضية مشابهة، وكان المسبّب المرجّح هو الخبز أيضاً، على حد وصفه.

ونصح الطبيب الأهالي بحمية غذائية والامتناع عن الأطعمة المسببة للإمساك، والاستعاضة عنها بالخضروات مثل السلق والسبانخ والكوسا والفاصوليا والبامية والحشائش، إضافة إلى استخدام خبز النخالة، والإكثار من شرب المياه.

لا شكاوى!

تواصلت روزنة مع "مديرية صحة الباب" التي أوضحت أنه لم تقدّم أي شكايات مرضية بخصوص الإمساك لمديرية الصحة.

وأوضح أحد مسؤوليها في التصريح الخاص: "مع ازدياد تداول الأمر عبر الإعلام وتوجيه الاشتباه لمادة الخبز، أبلغت مديرية الصحة المسؤولين في التموين الذين بدورهم أخذوا عينات للتحليل ولم تصل النتائج بعد".

اقرأ أيضاً: مظاهرة واعتصام في مدينة الباب احتجاجاً على تردي الوضع المعيشي والفساد

ازدياد أعداد مرضى الإمساك

أحد الصيادلة في مدينة الباب، أوضح لروزنة أن أعداد مرضى الإمساك المراجعين لمكان عمله، بدأت تزداد منذ نحو أسبوعين، إذ تراوحت الحالات ما بين المتوسطة والحادة.

وشرح الصيدلاني الذي فضل عدم ذكر اسمه: "في الأحوال الطبيعية كان يأتي في الشهر مريض أو مريضي إمساك، أما في الآونة الأخيرة، وصلت الحالات يومياً إلى خمس حالات في المتوسط، وأحياناً خلال المناوبة الليلة وصلت إلى 15 حالة لدى صيدليات أخرى".

ولفت نقلاً عن بعض المرضى، أن الاستجابة إلى الدواء ضعيفة.

ويضيف: "عائلات بأكملها أصيبت بالإمساك الشديد (…) وإلى الآن لا يوجد أي تقرير من الجهات المعنية حول أسباب تلك الحالة الصحية".

وتابع: "الخبز هو الشيء الوحيد المشترك بين جميع المرضى، والمياه، لكن الخبز مشكوك بأمره أكثر، وهي مجرد تكهّنات، في ظل عدم وجود أي تحاليل مخبرية تبيّن سبب المرض".

وشرح لروزنة أنّ الخبز في الباب يباع من أفران تديرها "المجالس المحلية" و أخرى "الخبز المدعوم" من قبل "الحكومة المؤقتة"، لافتاً إلى أنه ومنذ نحو أسبوعين اشترى "المجلس المحلي في الباب" نوعاً من الطحين عبر مناقصات التجار، بعد توقف دعم منظمة "آفاد" له.

ولوحظ أن الشكايات المرضية غير موجودة بالمناطق التي يباع فيها الخبز من قبل الأفران التابعة لـ"الحكومة المؤقتة"، فيما يشتكي فقط من يشتري الخبز من الأفران التي تديرها "المجالس المحلية"، وفق الصيدلاني.

وأشار الصيدلاني إلى أنّ بعضاً ممن توقفوا عن تناول الخبز "عادت صحتهم إلى طبيعتها، لكن يريدون معرفة سبب المشكلة الصحية بشكل قطعي".

وكان المجلس المحلي لمدينة الباب، أعلن منتصف شهر شباط الفائت، عن مناقصة "سريعة" لشراء مادة الطحين لصالح الفرن الآلي.

وعلق على المناقصة أحد الأشخاص قائلاً: "يا جماعة الشعب بده يموت من الإمساك من ورا الخبز تبعكم، لاقوا حل أو خبروا الناس شو فيه مع الخبز لأني هو المادة الوحيدة المشتركة".

ولم يصدر حتى لحظة نشر المادة، أي بيان رسمي من قبل "المجلس المحلي في الباب" أو "الحكومة المؤقتة"، حول الأزمة المرضية أو تطبيق إجراءات احترازية أو فتح تحقيق لكشف المسببات.

وسبق أن اشتكى أهالي مدينة الباب من سوء جودة الخبز الصادر عن المخابز التابعة للمجلس المحلي في المدينة، ووصفه بعض أهالي المدينة بأنه مخالف للمعايير والمواصفات المنصوص عليها،  وفق تقارير إعلامية.

بودكاست

شو الحل؟ - الموسم الثالث

شو الحل؟ - الموسم الثالث

بودكاست

شو الحل؟ - الموسم الثالث

شو الحل؟ - الموسم الثالث

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض