سوريون لروزنة: الفتوش يومياً في رمضان أصبح رفاهية.. من يصدّق!

سوريون لروزنة: الفتوش يومياً في رمضان أصبح رفاهية.. من يصدّق!

تقارير وتحقيقات | 12 03 2024

إيمان حمراوي

صحن الفتوش، ذو الألوان البهيجة الممتعة للنظر، والذي كان يتصدر موائد السوريين كأحد الأطباق الأساسية يومياً في شهر رمضان، بات اليوم "رفاهية" يشتهيه محبوه كاشتهاء تناول اللحوم، كما قال سوريون لروزنة.

عزف من تحدثنا معهم عن تحضير الفتوش يومياً "مرغمين" بسبب ارتفاع أسعار المواد وضعف القدرة الشرائية والدخل اليومي، لتعتمد موائدهم الرمضانية غالباً، على الأصناف المكونة من نوع طعام واحد فقط كالسبانخ، ولم تعد تحضر الأصناف العديدة والمتنوعة كما السابق، بما فيها الفتوش.

وداعاً للفتوش يومياً!

"الأسعار تكسر الظهر، فكل شي مرتفع الثمن، من كان يصدق أن صحن الفتوش أصبح من الأطباق غير المتوفرة على موائدنا"، تقول هدى لروزنة، وهي سيدة سورية مقيمة في مدينة حلب، وأم لطفلتين.

تفكر هدى، أن يكون صحن الفتوش اليوم كجزء من مائدتها، وليس كل يوم، وتوضح: "طبق الفتوش يكلّفني حوالي 25 ألف ليرة سورية (1.8 دولار)، أما العائلة الكبيرة تصل التكلفة إلى 50 ألف ليرة سورية (3.7 دولار)".

وتشير هدى إلى عدم إمكانية توفر طبق الفتوش على وجبة الإفطار بشكل يومي بسبب تدني الأجور والأوضاع المعيشية، وهي معلمة لا يتجاوز راتبها 300 ألف ليرة سورية (22 دولاراً)، تقول متسائلة: "من أين لي بـ 750 ألف ليرة كثمن لطبق الفتوش فقط خلال شهر رمضان؟".

اقرأ أيضاً: تكريزة رمضان غائبة عن سوريين.. "مشغولون بتأمين لقمة العيش"

ويتكون طبق الفتوش السوري من البندورة والخس والبقلة والبقدونس والبصل والخيار والخبز العربي المقلي، يضاف إليه صلصة مؤلفة من زيت الزيتون ودبس الرمان والليمون والملح والنعناع.

الخسة يبلغ ثمنها في مدينة حلب خمسة آلاف، وكيلو البندورة 9 آلاف، أما الثوم مرتفع الثمن إذ يبلغ الكيلو منه 70 ألف ليرة سورية، أما ليتر زيت الزيتون يبلغ 120 ألف ليرة سورية، تقول هدى.

ويعاني أكثر من 90 بالمئة من السوريين من الفقر، ويبلغ متوسط الرواتب الحكومية ضمن مناطق النظام السوري 300 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 22 دولاراً، حيث يبلغ سعر صرف الدولار، اليوم الثلاثاء، وفق "مركز سورية المركزي" 13400 ليرة سورية.

وتحتاج أسرة مكونة من خمسة أفراد شهرياً وبشكل متوسط إلى أكثر من 12 مليون ليرة سورية، وفي الحد الأدنى تبلغ تكاليف المعيشة شهرياً أكثر من 4 مليون ليرة، وفق تقرير لـ"جريدة قاسيون" مطلع العام الجاري.

وتشير هدى بقولها: "هنا لم نتحدث عن صندويشة فلافل أقل ما يمكن تناوله، والتي تبلغ تكلفتها 10 آلاف ليرة للشخص الواحد، وفي حال كانت لعائلة من خمسة أفراد التكلفة 50 ألف يومياً، لا نعرف من أين نأتي بطعامنا".

في الحسكة.. الفتوش أيضاً يغيب أحياناً

وفي الحسكة يعاني الأهالي من الغلاء، وهو ما جعل طبق الفتوش نوعاً غير أساسي على موائدهم أيضاً، حيث تصل تكلفته إلى 37 ألف ليرة سورية.

يقول سمير، أحد أهالي الحسكة لروزنة: "أصبح الأهالي يتوجهون إلى الخضروات مثل الخبيزة أو السلق وغيرها لانخفاض أسعارها مقارنة بغيرها".

وأضاف: "حتى طبق الفتوش أصبح يكلف 37 ألف ليرة (2.7 دولار) وغير ممكن تحضيره يومياً لدى الكثيرين، بات طبقاً يتميز بالرفاهية في رمضان".

ويبلغ ثمن كيلو الخيار في الحسكة 13 ألف والبندورة 12 ألف والخسة الواحدة بـ 5 آلاف، والبقدونس بـ 2500 ليرة وكيلو الليمون بـ 7 آلاف والفليفلة 23 ألف، أما ليتر زيت الزيتون يبلغ ثمنه 90 ألف ليرة سورية.

وتبلغ رواتب الموظفين لدى "الإدارة الذاتية" نحو مليون ليرة سورية، وفق مصادر محلية لروزنة، ورواتب الموظفين لدى حكومة النظام لا تتجاوز الـ 300 ألف في المتوسط.

قد يهمك: "نبيع لنعيش".. كيف تأثر "سوق المساعدات" شمالي سوريا بنقص الدعم؟

في الرقة

في الرقة تصل تكلفة طبق الفتوش إلى نحو 15 ألف ليرة سورية (1.1 دولار) ، وهو ليس حاضراً بشكل يومي في رمضان بسبب تردي الأوضاع المعيشية، وتزداد التكلفة بحسب عدد أفراد العائلة، ونوعية الخبز المقلي المستخدم، كما تقول لروزنة أم محمد.

ربطة الخبز "العادي" يبلغ ثمنها ألف ليرة سورية، لكن ربطة الخبز "السياحي" ثمنها 7 آلاف ليرة، أما ليتر زيت الزيتون يبلغ ثمنه نحو 60 ألف ليرة.

في إدلب

لا يختلف الأمر كثيراً في إدلب، إذ تتشابه الأسعار مع مختلف المناطق السورية في ارتفاعها، لكنها بالليرة التركية.

"كل شيء أصبح مرتفع الثمن، أصبح الأهالي يتوجهون للمواد ذات التكلفة المنخفضة، مثل الأرز أو البطاطا" تقول لينا، شابة معيلة لأسرتها في مدينة إدلب.

وتوضح لينا: "صحن الفتوش لم يعد أساسياً على وجبة الإفطار، إذ تصل تكلفته إلى 30 ليرة تركية (1 واحد دولار)" وتضيف: "ماذا يفعل راتب معلم شهري بقيمة 120 دولاراً (3700 ليرة تركية) وسط الغلاء، إذا احتسبنا الفتوش فقط طوال شهر رمضان تبلغ تكلفته 900 ليرة تركية".

وبحسب تقرير لفريق "منسقو استجابة سوريا"، أواخر العام الفائت، ارتفع حد الفقر إلى 91 بالمئة بين أهالي الشمال السوري.

ويعيش 9 من كل 10 سوريين تحت خط الفقر، ووفق الأمم المتحدة، إن أكثر من 15 مليون سوري، أي 70 بالمئة من إجمالي عدد السكان، يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية.

وفي ظل تدهور قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأميركي، لجأ السوريون إلى خطط اقتصادية اختصروا خلالها العديد من المواد الغذائية، أولها اللحوم، تبعها لاحقاً مواد غذائية أخرى، كل عائلة وفق مقدرتها المادية، ومؤخراً أصبح طبق الفتوش من ضمن القائمة لبعض العائلات.

بودكاست

شو الحل؟ - الموسم الثالث

شو الحل؟ - الموسم الثالث

بودكاست

شو الحل؟ - الموسم الثالث

شو الحل؟ - الموسم الثالث

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض