متحور كورونا الجديد JN.1.. ما الذي نعرفه عن انتشاره في سوريا؟

متحور كورونا الجديد JN.1.. ما الذي نعرفه عن انتشاره في سوريا؟

تقارير وتحقيقات | 8 04 2024

نور الدين الإسماعيل

عاد مؤخراً الحديث من جديد عن فيروس كورونا المتحور JN.1 والذي شهد انتشاراً واسعاً وفق منظمة الصحة العالمية، وبأعراض مشابهة لأمراض الإنفلونزا والكريب، وسط تضارب الأنباء عن انتشاره في سوريا.

ووصفت منظمة الصحة العالمية، في كانون الأول الماضي، المتحور الجديد JN.1 بأنه "مثير للاهتمام" محذرة من تصاعده في بلدان العالم، وأنه جاء منفصلاً عن السلالة الأم BA.2.86، بعد تصنيفه كجزء فرعي من تلك السلالة.

موقع محلي: "وفيات في دمشق"

نقل موقع "صوت العاصمة"، قبل يومين، عن مراسله في دمشق "تسجيل 15 حالة وفاة بمتحور JN-1 الجديد خلال الأسبوعين الماضيين".

وقال موقع "صوت العاصمة" أن "المستشفيات العامة (في دمشق) امتنعت عن استقبال الحالات الطارئة التي تُعاني من التهاب في القصبات الصدرية واحتقان وألم بالبلعوم يرافقه حرارة ببعض الأحيان ونقص في الأكسجة"، مشيراً أن انتشار الإصابة بالمتحور الجديد أدى إلى "فقدان بعض الأدوية من الصيدليات مع ارتفاع سعرها بشكلٍ لافت".

نقلت صفحتا "العربية سوريا" و"الحدث السوري" (من شبكة قناة العربية) في فايسبوك، الخبر عن "صوت العاصمة"، ما أدى لتداول الخبر على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي.

نفي رسمي: "لا وفيات والمنحنى مستقر"

سارعت "وزارة الصحة السورية" لنفي الخبر المتداول "جملة وتفصيلاً" عبر صفحة مكتبها الإعلامي في فايسبوك، مؤكدة عدم تسجيل أي حالة وفاة بالمحتور الجديد.

وقالت في بيان نشر أمس الأحد، إن متابعة  التقرير الوبائي الصادر من مديريات الصحة بشكل يومي عبر شعب الأمراض السارية والمزمنة والذي يرصد الحالات المرضية المراجعة للمنشآت الصحية، يظهر أنه " لا يوجد ارتفاع بحالات كوفيد 19، والمنحنى الوبائي في استقرار والحالات المؤكدة هي بسيطة تلقت علاجها بالمنزل".

وفي رد غير مباشر، ختم البيان بأن "أقسام الإسعاف والطوارئ تتابع العمل في المشافي على مدار الساعة لاستقبال المراجعين".

"العوّا": وفاتان والأهالي يظنونه كريب!

بدوره، أكد الطبيب السوري المختص بأمراض الأذن والأنف والحنجرة، عميد كلية الطب السابق بجامعة دمشق، نبوغ العوا، توثيقه بشكل شخصي لحالتي وفاة فقط "بالأسماء" نتيجة انتشار المتحور الجديد JN.1 في سوريا، نافياً المعلومات التي تتحدث عن 15 حالة.

وأكد العوّا في حديث لإذاعة "المدينة إف إم" بأن المتحور الجديد بدأ بالانتشار في سوريا منذ حوالي الشهرين بأعراض مشابهة للأنفلونزا العادية، ولا يمكن علاجه بالأدوية، وأن كل بيت لديه إصابة يعتقد أهلها أنه مجرد كريب عادي.

وأشار الطبيب السوري إلى أنه لم يأتِ بشيء من عنده، حيث أن الفيروس انتشر بكل أنحاء العالم منذ كانون الثاني الماضي، وفق منظمة الصحة العالمية، على حد قوله.

اتهام لـ"الصحة": يخفون الحقيقة!

في رد على سؤال وجهه مقدم البرنامج حول أسباب نفي وزارة الصحة التابعة لحكومة النظام السوري وجود وفيات بالمتحور الجديد من كورونا، على الرغم من وجود حالتي وفاة، قال الطبيب نبوغ العوا: "ليست أول مرة تخفي الحقيقة".

وأضاف العوا متهماً وزارة الصحة بعدم الشفافية: "كانت علاقتي مع وزارة الصحة السابقة، وكنت أتمنى أن تكون هذه الوزارة أكثر شفافية، فالوزارة السابقة في وقت الكورونا الشديدة التي أصابت كل العالم أنكروا وجود إصابات، وأخفوا ذلك ومن بين عدد كبير من الإصابات يقولون لدينا إصابتان فقط".

وكشف أن "عدداً كبيراً" (لم يحدده) من العاملين في المجال الطبي فقدوا حياتهم في المستشفيات والمراكز الصحية السورية، نتيجة الإصابة بفيروس كورونا خلال الهجمة الشرسة للفيروس قبل سنوات، إلا أن وزارة الصحة لم تصدر تقاريراً وإحصائيات في تلك الأعداد.

وبيّن أن وزارة الصحة لا يمكن لها متابعة الحالات بكل المراكز الصحية، إذ تعتمد على الأرقام الرسمية الصادرة عن المستشفيات الحكومية فقط، بالرغم من أن المصابين بفيروس كورونا دخلوا إلى جميع المستشفيات والعيادات الخاصة.

لا يمكن كشفه

قال الدكتور "العوا" إن تأثير المتحور الجديد ليس شديداً على الرئتين وإنما يؤثر على المجاري التنفسية فيسبب التهاب البلعوم، أو التهاب الحنجرة مع بحة صوت وسعال جاف جداً.

وأوضح أن ما تسبب بزيادة انتشاره هو الاختلاط الزائد، خصوصاً في المساجد بشهر رمضان، دون الأخذ بأسباب الوقاية، ومنها الكمامة وعدم المصافحة، منتقداً عادة التقبيل أثناء المصافحة والتي تساهم بانتقال الأمراض.

وبحسب قوله فإن المتحور الجديد لا يمكن كشفه بتحليل بالـ PCR المتبع في الكشف عن فيروس كورونا الذي كان معتمداً في كل دول العالم، قبل ثبات عدم فاعليته، وإنما يمكن التعرف عليه من خلال الأعراض وحدّتها.

"الترصد الوبائي": لا إصابات شمالي غربي البلاد

توجهت روزنة بالسؤال حول انتشار المتحور الجديد في شمالي غربي سوريا، للدكتور عمر مستو من "مختبر الترصد الوبائي" في شمالي غربي سوريا، الذي أكد أن المراكز الخفرية التابعة للمختبر لم تسجل أية إصابة بفيروس كورونا ضمن تلك المراكز، موضحاً: "تلك المراكز هي مستشفيات محددة عليها إقبال كبير".

بدوره قال لنا طبيب الأطفال محمد عبد الله  إنه لاحظ خلال الفترة الماضية زيادة نسبة الإصابات بالانفلونزا والتهاب اللوزات والبلعوم لدى نسبة كبيرة من الأطفال، مترافقة بارتفاع حرارة شديد، مرجحاً أن يكون السبب نتيجة فصل الشتاء والبرد.

ولم يجزم "عبد الله" بأن تلك الحالات هي من المتحور الجديد من فيروس كورونا كما أنه لم ينفِ، على اعتبار أن ذلك يحتاج إلى أخذ عينات وتحليلها وصدور نتائج مخبرية تؤكد أو تنفي.

وحذرت شركة صناعة الأدوية في شمالي غربي سوريا "ريفا فارما" للصناعات الدوائية من احتمالية انتشار المتحور الجديد JN.1 بين الأطفال وكبار السن، وذلك عبر منشور توعوي، يوم أمس، للوقاية من المرض، والأعراض المصاحبة للإصابة.

الوقاية من JN.1

نقل موقع "بي بي سي" عن منظمة الصحة العالمية نهاية العام الفائت، أن 1 (JN.1) عثر عليه في العديد من البلدان حول العالم، بما في ذلك الهند والصين وبريطانيا والولايات المتحدة، وإن "الخطر على الناس منخفض حاليًا، وإن اللقاحات الحالية توفير الحماية"، لكن "كوفيد وغيره من الإصابات قد ترتفع هذا الشتاء".

وعن سبل الوقاية من المتحور الجديد، دعت المنظمة إلى:

- ارتداء الكمامة في المناطق المزدحمة والمغلقة

- تغطية الفم عند السعال والعطس

- تنظيف اليد بانتظام

- أن نكون على اطلاع دائم بالتطعيمات ضد فيروس كورونا والأنفلونزا، خاصة إذا كنا من الفئات الأكثر عرضة للخطر

- البقاء في المنزل إذا كنت مريضا

- إجراء الفحوص اللازمة حال وجود أعراض

بودكاست

شو الحل؟ - الموسم الثالث

شو الحل؟ - الموسم الثالث

بودكاست

شو الحل؟ - الموسم الثالث

شو الحل؟ - الموسم الثالث

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض