اتهامات بالفساد والخيانة.. ما قصة "الانقلاب" في "فرقة المعتصم" بحلب؟

اتهامات بالفساد والخيانة.. ما قصة

تقارير وتحقيقات | 25 04 2024

إيمان حمراوي

اندلعت اشتباكات داخل مقر فرقة "المعتصم" التابعة لـ"الجيش الوطني السوري" في بلدة أخترين بريف أعزاز شمالي حلب، مساء أمس الأربعاء، أسفرت عن إصابة قائد الفرقة، معتصم عباس، ومقتل شقيقه، وسط أنباء عن إصابة آخرين.

وقال ناشطون إعلاميون، إنّ رئيس المكتب السياسي للفرقة، مصطفى سيجري، بدأ محاولة "انقلاب" داخل الفرقة للسيطرة على مقراتها.

ماذا جرى؟

قال مراسل روزنة إنه خلال اجتماع في مقر الفرقة في الأكاديمية العسكرية ببلدة أخترين، لقائد فرقة المعتصم، معتصم عباس، مع مصطفى سيجري ومدير العلاقات العامة للفرقة "فاروق أبو بكر"، اتّهم الأخيران "عباس" بملفات فساد وخيانة وتنسيق مع "هيئة تحرير الشام" من أجل إدخال عناصرها لمدينة مارع بهدف اغتيال بعض الشخصيات.

وأضاف أن اشتباكات اندلعت في مقر فرقة المعتصم، ما أدى إلى إصابة معتصم عباس، ومقتل شقيقه "أبو حازم".

وأشار المراسل إلى نقل قائد الفرقة إلى منطقة حوار كيليس بأوامر تركية وتدخل من "الفيلق الثاني"، وسط استنفار في المنطقة.

كذلك، لفت إلى أن بعض الأهالي انحازوا إلى ما سموا بـ"الانقلابيين" والبعض الآخر انحازوا إلى قائد "فرقة المعتصم" الذي توعد بمحاسبة المجرمين وقتلة أخيه، فيما أعلن مصطفى سيجري رئيس المكتب السياسي للفرقة عن إقالة قائدها وإحالته للمحاسبة وأشقائه.

اتهامات بفساد مالي واستغلال نفوذ

وأصدر مصطفى سيجري، رئيس المكتب السياسي لفرقة "المعتصم" بياناً على منصة "إكس" (تويتر سابقاً) بين فيه أسباب ما جرى.

وقال في بيانه، إنه واستناداً لصلاحيات المجلس العسكري للفرقة الثالثة في الفيلق الثاني "فرقة المعتصم" المنصوص عليها في النظام الداخلي تقرر عزل المدعو "معتصم عباس" من قيادة الفرقة وتجريده من جميع الصلاحيات العسكرية والأمنية والإدارية وإحالته للتحقيق الداخلي بتهمة "الخيانة والفساد وإساءة استخدام السلطة وسرقة أموال الثورة والمال العام".

كذلك أحيل أربعة أشقاء لقائد الفرقة للتحقيق الداخلي "بتهمة استغلال النفوذ العسكري والأمني وإساءة استخدام السلطة وسرقة أموال الثورة والمال العام".

ووفق "سيجري"، ستصادر جميع الأموال والممتلكات والأراضي والعقارات العائدة لمعتصم عباس وأشقائه، المسجلة بعد عام 2011، إضافة إلى إحالتهم للقضاء العسكري المختص بعد الانتهاء من التحقيقات الداخلية.

وأكد أنه جرى تسليم قائد "فرقة المعتصم"  وجميع الموقوفين لقيادة "الفيلق الثاني".

ما أسباب التحرك الأخير ؟

وبيّن "سيجري" أن أسباب التحرّك الأخير بحق قائدها معتصم عباس وإخوته الأربعة، يعود لاكتشاف ما وصفه بـ"أكبر ملف فساد مالي وأخلاقي في تاريخ الثورة السورية قد تورط فيه المدعو أبو العباس وإخوته".

وقال سيجري متّهماً: "إن فرقة المعتصم تحولت من فصيل عسكري ثوري لشركة تجارية أمنية خاصة بآل عباس في مارع، بنت ثروة مالية هائلة من خلال تهريب وبيع شحنات ضخمة من الأسلحة الأمريكية النوعية والأسلحة والذخائر الروسية من سوريا إلى ليبيا وتقدر بملايين الدولارات".

إضافة إلى "إخفاء وسرقة كامل العائدات المالية الخاصة بالفرقة وتقدر بملايين الدولارات"، حسب اتهامه.

كذلك اتهم سيجري قائد الفرقة وإخوته، بـ"نهب وسرقة رواتب المقاتلين القادمة من تركيا والمخصصات الشهرية من المعابر الداخلية والخارجية والمشاريع الاقتصادية وتقدر بمئات الآلاف من الدولارات شهرياً وانتهاج سياسة الكسب غير الشرعي من خلال نقاط التهريب في مارع وعفرين ورأس العين وتتضمن إدارة شبكات تهريب البشر والمواد الممنوعة ومشاريع التنقيب عن الآثار والتي تقدر بملايين الدولارات شهرياً".

وتداول ناشطون تسجيلات صوتية لـ"الفاروق أبو بكر"، أكد فيها اعتقال قيادات الفرقة، واصفاً إياهم بـ"الفاسدين"، واتهم فيها معتصم عباس قائد الفرقة بالتعامل مع "تحرير الشام" لتسهيل دخول عناصرها إلى مدينة مارع، واغتيال بعض الشخصيات.

قائد فرقة المعتصم يوضح ما جرى

بالمقابل، قال قائد فرقة المعتصم، معتصم عباس، خلال تسجيلات صوتية، وصلت روزنة، إنه جرى الحديث عن ملف فساد، خلال شهر من الحوارات، مع سيجري والفاروق، انتهت بالصلح وعدم وجود أي مشكلات في شهر رمضان.

لكنه تفاجأ وخلال اجتماع مع مصطفى سيجري والفاروق، أمس الأربعاء، بدخول أشخاص ملثّمين، أطلقوا عليه النار ما أدى إلى إصابته، وإلى مقتل شقيقه أبو حازم، وذلك بعد اتهامه بتعامله مع "تحرير الشام"، وقال: "أهل مارع بيعرفوني ما بغدر بأهلي".

ولفت إلى أنه لن يتحرك رغم جاهزية فرقته من أجل عدم خلق فوضى في المنطقة: "هناك مؤسسات وأخوة أتراك.. حقنا ما بضيع".

واتّهم معتصم عباس، سيجري والفاروق بأنهما غدرا فيه من أجل استلام القيادة والسلطة.

من هي فرقة المعتصم؟

تعمل "فرقة المعتصم" ضمن "الفيلق الثاني" في "الجيش الوطني"، بقيادة معتصم عباس، ويتركز وجودها في مدينة مارع بريف حلب.

وفي شباط الماضي، أنهت "فرقة المعتصم" التابعة لـ"الجيش الوطني السوري" عضويتها في تكتل "القوة الموحدة"، بهدف الاستجابة لمقتضيات المصلحة العامة المتمثلة في التنظيم العسكري.


وتشكل التكتل بريف حلب الشمالي شهر تشرين الثاني 2023، وضم "فصائل الجبهة الشامية" في "الفيلق الثالث"، و"فرقة المعتصم" في "الفيلق الثاني"، و"تجمع الشهباء" المقرب من "تحرير الشام".

وكان قائد الفرقة سابقاً، محمد حسن خليل، في جبل الأكراد بمحافظة اللاذقية، إلا أن "جبهة النصرة" أرغمته عام 2015 على الخروج من اللاذقية بعد التوترات معها، ومن ثم انتقلت الفرقة إلى حلب، ولاحقاً عام 2016 شاركت "فرقة المعتصم" إلى جانب تركيا للسيطرة على جرابلس.

في نيسان عام 2017 تخرج مئة مقاتل من "المعتصم" في مخيم قرب مدينة مارع، وآنذاك كان عدد عناصر الفرقة يصل إلى ألف بحسب ما ذكر أحد قادتها.

وامتلكت "فرقة المعتصم" كمية كبيرة من السلاح التي قدمتها الولايات المتحدة من برنامج التدريب والتجهيز السوري، بما في ذلك مدافع هاون ورشاشات وعربات مسلحة، فيما لم تتلق صواريخ مضادة للدبابات.

بودكاست

شو الحل؟ - الموسم الثالث

شو الحل؟ - الموسم الثالث

بودكاست

شو الحل؟ - الموسم الثالث

شو الحل؟ - الموسم الثالث

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض