بعد "الانقلاب".. عودة قائد "فرقة المعتصم" لمارع وقياديون يسلمون أنفسهم

بعد

تقارير وتحقيقات | 26 04 2024

إيمان حمراوي

عاد قائد "فرقة المعتصم" معتصم عباس إلى مدينة مارع شمالي حلب، اليوم الجمعة، بعد يومين على ما عرف بعملية "الانقلاب" داخل "الفرقة" التابعة لـ"الجيش الوطني السوري"، في حين سلّم قياديون من منفذي العملية أنفسهم لـ"الشرطة العسكرية" التابعة لـ"وزارة الدفاع" في "الحكومة السورية المؤقتة".

ودارت اشتباكات في مقر لـ"الفرقة" يوم الأربعاء الفائت، بين قياديين فيها أبرزهم "الفاروق أبو بكر" ومصطفى سيجري، ضد "عباس" وأشقائه، بهدف عزل الأخير عن منصبه بسبب اتهامات "فساد وخيانة".

وأكدت لروزنة مصادر محلية عودة "عباس"، اليوم الجمعة إلى مارع (مسقط رأسه والمعقل الرئيسي للفرقة)، بعد بقائه لمدة يومين في أحد مستشفيات مدينة غازي عنتاب التركية، بغرض العلاج من إصابة تعرض لها برصاص منفذي "الانقلاب" في مقر ببلدة أخترين بريف حلب.

وتداول ناشطون مقطعاً مصوراً استقبال "عباس" في مارع، وهو بصحة جيدة، محاطاً بعدد من العناصر المسلحين وسط هتافات: "الله أكبر ع الظالم".

 كذلك، جرى اليوم دفن شقيقه القيادي في "الفرقة" أحمد عباس المعروف باسم "أبو حازم"، الذي قتل خلال عملية "الانقلاب" في أخترين.

سيجري لم يسّلم نفسه

أكدت مصادر لروزنة أن أربعة من القياديين المنفذين لعملية "الانقلاب"، بينهم "الفاروق أبو بكر"، فيما بقي الاسم الأبرز الثاني في العملية، مصطفى سيجري مسؤول المكتب السياسي في "الفرقة"، متوارياً عن الأنظار في منطقة عفرين.

وتحدثت المصادر المحلية  أن أسباب الخلاف بين قائد "فرقة المعتصم" والقياديين الذين نفذوا "الانقلاب" مادية، وجرى الصلح فيما بينهم مؤخراً، ليتفاجأ معتصم عباس بانقلاب من قبل "الفاروق وشقيقه أبو العز قائد كتيبة، وأبو إسكندر المسؤول الأمني ومصطفى سيجري مسؤول المكتب السياسي".

وأشارت لعملية احتجاز "عباس" لمدة أربع ساعات في المقر بأخترين قبل يومين، "ولم يُفرج عنه إلا بتدخل من عبر فصيل من (الجيش الوطني)".

أهالي مارع يطالبون بالمحاسبة

ويسيطر القلق والتوتر على أهالي مدينة مارع بعد الأحداث الأخيرة، مطالبين القضاء بمحاسبة مفتعلي "الانقلاب".

وأصدر بيان باسم "أهالي مدينة مارع"، أدانوا فيه "الانقلاب" الذي نفذه القياديين في فرقة المعتصم: "مصطفى سيجري والفاروق أبو بكر ومن معهم".

وطالب الأهالي في البيان، "وزارة الدفاع" في "الحكومة المؤقتة" و"الجيش الوطني" بتحمل مسؤولياتهم واتخاذ الإجراء اللازم، وتقديم منفذي "الانقلاب" للعدالة، الذي قتل خلاله شقيق قائد الفرقة "أبو حازم".

سيجري: قياديون يسلمون أنفسهم تجنباً للعنف

مصطفى سيجري، رئيس المكتب السياسي لفرقة "المعتصم" قال على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، اليوم الجمعة، إنه بعد محاولات دفعهم للصدام العسكري مع المؤسسات الرسمية، عبر جملة من القرارات التي وصفها بـ"الجائرة" اتخذوا قراراً بالالتزام بالمسار القانوني والقضائي لضمان حقن الدماء وتجنب العنف.

وأكد "سيجري" توجه أربعة قياديين بينهم "الفاروق أبو بكر"، إلى القضاء العسكري في مدينة الراعي للمثول أمام القضاء العسكري، مؤكداً على ما اعتبره صدق دعوتهم وبراءتهم من التهم الموجهة إليهم.

وأضاف: "تعهدت قيادة الفيلق الثاني بتثبيت الوضع العسكري القائم وضمان عدم التعرض للمقرات والمعسكرات وعدم السماح بتجدد الاشتباكات".

وقال "سيجري" إن "الفيلق الثاني" تعهد بـ"جلب" معتصم عباس وإخوته، حال رفضوا المثول أمام القضاء، للتحقيق فيما أسماه "جرائم الخيانة والفساد وإساءة استخدام السلطة وسرقة أموال الثورة والمال العام".

وكان مصطفى سيجري أشار أمس الخميس، إلى أنه وبعد تسليم معتصم عباس وإخوته لقيادة "الفيلق الثاني"، بهدف تجنيب المنطقة أي توترات عسكرية، تفاجؤوا بالإفراج عن الموقوفين وإصدار مذكرات توقيف واعتقال من قبل "الشرطة العسكرية" بحقه وبحق أربعة أشخاص آخرين بينهم الفاروق أبوبكر.

وهددت "الشرطة العسكرية" بإرسال قوات لاقتحام مقراتهم واعتقالهم، وفق قوله.

ودعا سيجري السوريين من مختلف الفئات للتحرك إلى جانبهم لمواجهة "الضغوطات التي يتعرضون لها".

اقرأ أيضاً: اتهامات بالفساد والخيانة.. ما قصة "الانقلاب" في "فرقة المعتصم" بحلب؟

ماذا حدث بداية؟

اندلعت اشتباكات داخل مقر فرقة "المعتصم" التابعة لـ"الوطني السوري" في أخترين بريف أعزاز ، مساء الأربعاء، أسفرت عن إصابة قائد الفرقة، معتصم عباس، ومقتل شقيقه.

وخلال اجتماع في مقر الفرقة في الأكاديمية العسكرية ببلدة أخترين، لقائد فرقة المعتصم، معتصم عباس، مع مصطفى سيجري ومدير العلاقات العامة للفرقة "فاروق أبو بكر"، اتّهم الأخيران "عباس" بملفات فساد وخيانة وتنسيق مع "هيئة تحرير الشام" من أجل إدخال عناصرها لمدينة مارع بهدف اغتيال بعض الشخصيات، وفق مراسل روزنة.

وبيّن "سيجري" أن أسباب التحرّك الأخير بحق قائدها معتصم عباس وإخوته الأربعة، يعود لاكتشاف ما وصفه بـ"أكبر ملف فساد مالي وأخلاقي في تاريخ الثورة السورية قد تورط فيه المدعو أبو العباس وإخوته".

وتعمل "فرقة المعتصم" ضمن "الفيلق الثاني" في "الجيش الوطني"، بقيادة معتصم عباس، ويتركز وجودها في مدينة مارع بريف حلب.

بودكاست

شو الحل؟ - الموسم الثالث

شو الحل؟ - الموسم الثالث

بودكاست

شو الحل؟ - الموسم الثالث

شو الحل؟ - الموسم الثالث

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض