تقارير | 25 06 2024

نور الدين الإسماعيل

أعلن شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز في محافظة السويداء يوسف جربوع وقوفه إلى جانب قوات النظام السوري، في استمرار للمواقف المتباينة لمشايخ العقل بالمحافظة حول الحراك السلمي والاشتباكات الأخيرة.

وقال "الجربوع" في بيان إن اجتماعاً لفعاليات دينية واجتماعية في "دار الطائفة" أدى لاتفاق على "الوقوف إلى جانب الجيش العربي السوري في مهامه الكبرى في الحفاظ على الوطن وسيادته".

بيان "شيخ عقل الدروز" صدر على خلفية التطورات الأخيرة في السويداء، والتي نتج عنها اشتباكات بين الفصائل المحلية وقوات الأمن التابعة للنظام السوري، إثر تثبيت نقطة تفتيش على مدخل السويداء الشمالي.

ودعا البيان الذي نشرته صفحات محلية مساء أمس الاثنين، إلى ضرورة "تعاون المجتمع المحلي ودعمه في بسط السلطة القانونية الشرعية" على السويداء والبلاد، والحفاظ على مؤسسات الدولة وعدم المساس بها، مؤكداً في الوقت ذاته أن المحافظة "جزء لا يتجزأ من الجمهورية العربية السورية".

وطالب النظام السوري "بتفعيل الضابطة العدلية للقيام بمهامها في فرض النظام وحماية المواطنين وحقوقهم وأملاكهم".

وتضمن البيان الدعوة لتقديم حزمة إصلاحات متكاملة لإنعاش الحياة العامة والوقوف على هموم الناس، و"تحريم التعدي والتأكيد على أن دم السوري على السوري حرام".

ناشطون في الحراك المدني عبروا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن رفضهم لبيان الشيخ يوسف جربوع، وذيلت بعض المنشورات المستنكرة بعبارة: "بيان الشيخ جربوع لا يمثلني".

مواقف متباينة

يترأس المشهد الديني في طائفة المسلمين الموحدين الدروز ثلاث شخصيات رئيسة في السويداء، الرئيس الروحي للطائفة حكمت الهجري، وشيخ العقل حمود الحناوي، وشيخ العقل يوسف جربوع.

عرف عن الشيخ الهجري دعمه للحراك الشعبي في السويداء، وقالت "السويداء 24"، أمس الأول، إن الهجري، تواصل عبر السفارة الروسية مع قيادة القوات الروسية في سوريا، "موجهاً رسالة استنكار للتحركات الأمنية والعسكرية الأخيرة في السويداء".

ووفق مصادر الشبكة فإن "الهجري" أكد للروس عدم وجود مبرر لنصب حواجز في السويداء التي تشهد حراكاً سلمياً منذ العام الماضي، يطالب بالدفع في الحل السياسي عبر تطبيق قرار مجلس الأمن 2254.

من جانبه، أظهر الشيخ حمود الحناوي، في أكثر من مناسبة، دعمه للحراك الشعبي في السويداء، حيث حمّل النظام مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع في سوريا، معتبراً أن "الحاكم إذا فقد محبة الناس، فقد شرعيته"، وذلك في لقاء مع شبكة "الراصد" المحلية، أيلول الماضي. 

في المقابل يتهم ناشطون في السويداء الشيخ يوسف جربوع وقوفه ضد الحراك الشعبي في المحافظة، مدللين على ذلك بـ"مواقفه المؤيدة للنظام السوري، عبر كلماته وبياناته التي يدعو فيها النظام السوري بفرض سيطرته على كامل سوريا".

اشتباكات متقطعة

شهدت مدينة السويداء اشتباكات متقطعة، ليل أمس، بعد مضي 24 ساعة من اندلاع اشتباكات عنيفة بين فصائل محلية وعناصر يتبعون للأجهزة الأمنية.

وقالت شبكة "السويداء 24" المحلية، الليلة الماضية، إن أصوات رشقات نارية سمعت بين الحين والآخر وسط مدينة السويداء، وفي محيط المقرات الأمنية.

ونقلت الشبكة عن مصادر محلية سماع دوي انفجار في مدينة شهبا، يعتقد أنه في محيط مبنى أمن الدولة.

وكانت كل من الفصائل المحلية في السويداء وقوات الأمن التابعة للنظام قد توصلت إلى هدنة مؤقتة صباح أمس، إثر اندلاع اشتباكات بينهما على خلفية نصب قوات الأمن حاجزاً جديداً عند أحد مداخل المدينة.

وانطلقت الاحتجاجات الشعبية في محافظة السويداء منتصف شهر آب العام الفائت، على خلفية رفع حكومة النظام أسعار المحروقات، في ظل أزمة اقتصادية خانقة، تحولت بعد أيام إلى مظاهرات مطالبة برحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد وتطبيق القرار 2254.