تقارير | 26 06 2024

نور الدين الإسماعيل

أصدرت وزارة الصحة في حكومة دمشق قراراً، اليوم الأربعاء، رفعت بموجبة أسعار المعاينات الطبية وأجور المستشفيات، في ظل تأكيدات من قبل أهالٍ لـ"روزنة" بأن الأسعار على أرض الواقع أعلى من ذلك بكثير.

ونشرت صحيفة "الوطن" المحلية التعرفة الجديدة للأطباء، حيث حددت الوزارة معاينة الطبيب الممارس العام بـ 25 ألف ليرة سورية، ومعاينة الطبيب الأخصائي في العيادة بـ 40 ألف، ومعاينة الطبيب المختص الذي تجاوزت ممارسته للمهنة 10 سنوات بـ 50 ألف ليرة سورية.

وبحسب القرار الجديد ارتفعت تعرفة الاستشارة الطبية والمتضمنة الكشف على المريض لدراسة ملفه، وكتابة تقرير عن وضعه الصحي إلى 150 ألف ليرة سورية (الدولار الأمريكي الواحد يساوي 13668 ليرة سورية وفق نشرة مصرف سوريا المركزي).

وأجاز القرار الجديد للمريض مراجعة الطبيب مجاناً خلال الأسبوع الأول من تاريخ إجراء الكشف الطبي ولمرة واحدة فقط.

تعديل الإقامة في المستشفيات

تضمن القرار الجديد تعديل أجور العمليات الجراحية والإقامة في المستشفيات الخاصة والأقسام الخاصة، استناداً إلى تصنيف الغرف في المستشفيات.

اقرأ أيضاً: أطباء سوريون يستعدون للهجرة إلى ألمانيا تاركين اختصاصهم.. شهادات لروزنة

ووفق القرار تحسب أسعار الإقامة في المستشفى بنصف السعر المحدد من وزارة السياحة لغرف الفنادق، حيث تشمل أجورها الإقامة والإطعام في جميع غرف ودرجات تصنيف الغرف في المستشفيات.

وصنف الغرف بدرجة ممتازة وغرفة درجة أولى وغرفة درجة ثانية وغرفة درجة ثالثة، وذلك وفق للموجودات المطلوبة للإقامة ضمنها.

تفاوت وأسعار مرتفعة!

التعرفة الجديدة التي أصدرتها وزارة الصحة في حكومة النظام السوري أقل من الواقع الذي يتقاضاه معظم الأطباء في مناطق سيطرته، بحسب أهالٍ تحدثوا لـ"روزنة".

وأفاد عبد الحي (اسم مستعار) لـ"روزنة" بأنه دفع أجرة معاينة لطبيب عينية في مدينة حمص، اليوم الأربعاء، 25 ألف ليرة سورية، في الوقت الذي كلفته نظّارة للقريب والبعيد 325 ألف ليرة سورية.

في ذات الوقت، وبفارق كبير قال أحمد (اسم مستعار) إنه دفع أجرة معاينة لطبيب عينية في مدينة دمشق مبلغ 75 ألف ليرة سورية، الأسبوع الماضي، في حين دفع أجرة صورة قرنية مبلغ 250 ألف ليرة سورية، معلقاً على قرار رفع التعرفة: "الأسعار مرتفعة من زمان".

ووفق أحمد فإن عملية تبديل العدسة في مستشفى خاص مع كامل المعاينات والأدوية والمراجعات كلفته قبل ستة أشهر ما يقارب 8 ونصف مليون ليرة سورية، مضيفاً: "ولكنها الآن تكلّست وهي بحاجة إلى تبديل".

بدورها أخبرتنا هدى (اسم مستعار) بأنها دفعت أجرة معاينة عند طبيب جلدية في دمشق، قبل يومين، مبلغ 85 ألف ليرة سورية، بعد إجراء معاينة سريرية فقط، بدون استخدام أية أجهزة أو تصوير.

واضطرت سلوى (اسم مستعار) وهي حامل، إلى دفع 40 ألف ليرة سوريا عند الطبيبة النسائية في دمشق، بدون استخدام جهاز التصوير "إيكو"، حيث تبلغ التكلفة مع استخدامه 65 ألفاً.

شكاوى على المستشفيات العامة

نقلت منصة "blinx now" على إنستغرام، عن الناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي في اللاذقية ريم حسن شكوى وجهتها عبر مقطع فيديو من ما وصفته "عدم استقبال مستشفى الباسل بالمدينة حالة مريض مصاب بجلطة قلبية يوم الجمعة".

وأشارت إلى أن إدارة المستشفى أخبرتهم بعدم توفر العمليات الجراحية في المستشفى أيام العطل، وأضافت: "نحن ما معنا ناكل حتى نروح على مستشفيات خاصة".

واقع اقتصادي متردٍ

يعاني أكثر من 90 بالمئة من السوريين من خط الفقر، في ظل انخفاض قيمة الليرة السورية مقابل الدولار في السوق السوداء إلى نحو 14 ألف ليرة سورية في السوق السوداء، و13 ألف و500 ليرة سورية وفق نشرة تصريف مصرف سوريا المركزي.

وبحسب تقرير لـ"البنك الدولي" في تشرين الأول عام 2022، فقد انكمش إجمالي الناتج المحلي في سوريا بأكثر من النصف بين عامي 2010 و2020، ودفع الانخفاض الكبير في نصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي البنك الدولي إلى إعادة تصنيف سوريا كبلد منخفض الدخل منذ عام 2018.