تقارير وتحقيقات | 28 06 2024
إيمان حمراوي
قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أمس الخميس، إن السلطات العراقية في بغداد وأربيل، احتجزت ورحّلت تعسفياً سوريين إلى دمشق وإلى مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا.
وأوضحت المنظمة في تقريرها، أن السلطات العراقية رحّلت سوريين رغم حيازتهم على وثائق عراقية رسمية تمكنهم من الإقامة والعمل في البلاد، أو كانوا مسجلين كطالبي لجوء لدى مفوضية اللاجئين.
وتحدثت "هيومن رايتس" بين 19 و26 نيسان الفائت، مع سبعة أشخاص في أربيل وبغداد، أربعة منهم كانوا في مطار أربيل الدولي بانتظار الترحيل، لافتة إلى أنّ أربعة منهم كانوا يحملون تصاريح إقامة عراقية سارية، وثلاثة مسجلين لدى مفوضية اللاجئين.
الاعتقالات، وفق "هيومن رايتس" كانت خلال مداهمات على أماكن العمل أو في الشوارع.
ويستضيف العراق حوالي 280 ألف سوري، معظمهم في إقليم كردستان العراق، وفق المنظمة.
اقرأ أيضاً: الإدارة الذاتية: وصول أول مجموعة سورية مرحّلة من العراق
وأشارت "هيومن رايتس" إلى أنّ سوريا لا تزال غير صالحة لعودة اللاجئين بشكل آمن وكريم، رغم أن بعض المناطق لم تشهد أعمالاً قتالية نشطة منذ عام 2018.
وشددت المنظمة أنّ ترحيل طالبي اللجوء ينتهك التزامات العراق كطرف في اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، بموجب مبدأ عدم الإعادة القسرية في القانون الدولي، إلى بلدان يواجهون فيها خطراً واضحاً يتمثل في التعرّض للتعذيب أو غيره من أشكال الاضطهاد.
وطالبت المنظمة العراق بإنهاء "حملته المقلقة من الاعتقالات التعسفية والترحيل للسوريين الذين فروا إلى العراق بحثاً عن الأمان" وأضافت أنّ "إعادة طالبي اللجوء قسراً إلى سوريا يعرّضهم العراق للخطر عن علم"
وكان "مجلس القضاء الأعلى" العراقي، حظر في آب 2023 ترحيل أي لاجئ سوري من العراق، ومع ذلك أطلقت السلطات العراقية في 18 آذار الفائت حملة استهدفت الأجانب المخالفين لنظام قواعد الإقامة، وهو ما أدى إلى احتجاز وترحيل العديد من السوريين بعد مداهمة منازلهم وأماكن عملهم.
قد يهمك: حملات ضد الأجانب المخالفين في العراق.. وسوريون لروزنة: "الجميع خائف"
وصول أول دفعة مرحّلة
وأعلنت "الإدارة الذاتية" لشمال وشرقي سوريا، في الـ 17 من نيسان الفائت، وصول أول مجموعة سورية مرحّلة من العراق إلى مناطق سيطرتها، وقالت في بيان إنه "بموجب قرار صادر عن الحكومة العراقية يجري ترحيل السوريين الذين لجؤوا إلى العراق منذ بداية الأزمة السورية".
وناشد سوريون في العراق عبر وسائل التواصل الاجتماعي السلطات العراقية بوقف عمليات الترحيل القسرية، وحذّروا من مخاطرها على حياتهم، وخطورة إعادتهم إلى مناطق النظام السوري.
وسبق أن شنت السلطات العراقية حملات أمنية مماثلة استهدفت المخالفين لنظام الإقامة، بينهم سوريون.
ويعتبر العراق أحد البلدان التي يقصدها السوريون منذ سنوات، إن كانوا في سوريا أو تركيا أو أي بلد آخر، لا سيما خلال العام الأخير، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية والتضخم في كلا البلدين.
