شكل جديد لإدارة إدلب خلال الفترة المقبلة؟  

شكل جديد لإدارة إدلب خلال الفترة المقبلة؟  

تقارير | 5 12 2020

مالك الحافظ

ارتفعت وتيرة توافد التعزيزات العسكرية التركية إلى منطقة إدلب لخفض التصعيد خلال الآونة الأخيرة، في مؤشر يشي بمرحلة جديدة مقبلة عليها المنطقة سيغيب عنها التصعيد العسكري ويحضر الوجود التركي على صعيد سياسي وإداري تدعمه التعزيزات العسكرية ما يفتح التساؤلات أمام الشكل الذي ستكون عليه إدارة المنطقة بعد التعزيزات التركية المكثفة. 


 القوات التركية كانت أنشئت في الثاني من كانون الأول الجاري قاعدة عسكرية جديدة في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب وبالتحديد في الجهة الغربية من بلدة البارة، وهو التحرك العسكري الذي تبع إنشاء معسكر كبير في تل بدران قرب بلدة كنصفرة الإستراتيجية التي تطل على منطقتي "معرة النعمان" و "سهل الغاب" بريف حماة، كما عزز الجيش التركي أيضاً من مواقعه في معسكر المسطومة الواقع غرب مدينة إدلب، الذي يعتبر من أكبر المعسكرات التابعة للقوات التركية في المحافظة.

وتولي تركيا أهمية خاصة لمنطقة جبل الزاوية التي تطل على الطرقات الدولية في محافظة إدلب، كما أن تلال الجبل وخاصة "النبي أيوب" و "جبل الأربعين" و "تل بدران" ترصد المدن والبلدات المختلفة في محافظة إدلب وصولاً إلى ريف اللاذقية.

منع تقدم قوات النظام؟ 

المحلل العسكري، العقيد زياد حاج عبيد، اعتبر خلال حديث لـ "روزنة" أن التعزيزات العسكرية التركية تأتي لمنع تقدم قوات النظام إلى منطقة جبل الزاوية، حيث يرى حاج عبيد أن تركيا قد تسعى  لاستخدام التعزيزات لفتح عمل عسكري كبير من أجل ضمان عودة المهجرين إلى المناطق التي نزحوا منها في الشمال السوري، وذلك في حال فشلت المفاوضات السياسية  بين الجانبين الروسي والتركي، وفق تعبيره.
قد يهمك: لهذه الأسباب جددت واشنطن بحثها عن مكان الجولاني
وفي سياق متصل اعتبر المحلل العسكري أن التعزيزات العسكرية وفيما إذا استقر الوضع واستتب الهدوء في المنطقة خلال الفترة الحالية، فإن تركيا قد تدعم تغيير في شكل الإدارة المدنية والعسكرية في المنطقة خلال فترة 3 أشهر، دون أن يسمي الآليات التنفيذية والخطوات الموجبة للبدء في هذا التغيير.

من ناحيته اعتبر الباحث السياسي،صدام الجاسر أن استمرار تركيا تعزيز قواتها في الشمال السوري يشي بأن أنقرة ترغب  بوجود طويل الأمد، مشيراً إلى أن لهذه التعزيزات عدة أهداف، يبرز أهمها من أجل العمل على السيطرة شبه الكاملة في مرحلة من المراحل على كامل المنطقة، وجعل القرار العسكري كله مرهون بيد الدولة التركية، ومنع أي تحركات غير مدروسة من الفصائل المتواجدة في المنطقة، والتي قد لا تقبل بتنفيذ التفاهمات التي تتفق عليها تركيا مع الأطراف الأخرى في المنطقة، بحسب وصفه.

إدارة جديدة؟ 

وأكمل الباحث السياسي حديثه لـ "روزنة" حول شكل إدارة جديد في المنطقة قد توافق عليه تركيا، لافتاً إلى  أن هذه الإدارة الجديدة بدأت فعليا تتبلور،  "يبدو أننا نتجه للسيطرة الكاملة لهيئة تحرير الشام على هذه المناطق، طبعا سيطرة يتم ضبطها مع الأتراك من خلال اعادة هيكلة كاملة في هيئة تحرير الشام". 
اقرأ أيضاً: تخوفات من حركة نزوح بعد تصعيد القصف على إدلب
و رأى أن تركيا تدرك أن "هيئة تحرير الشام" هي الأكثر تنظيما في المنطقة بين كافة الفصائل ولها مرجعية تتمتع بسلطة قوية على كافة مفاصلها، ما قد يؤدي خلال فترة مقبلة إلى رفع اسم الهيئة من قائمة الإرهاب لدى تركيا. 

وختم بالقول أن "التعزيزات تحمل رسائل كثيرة؛ وتركيا دولة ذات مؤسسات لديها حساباتها الداخلية في سوريا والخارجية على المستوى الدولي، وهي تقوم بالعمل على الموازنة بين الساحتين، وليس من المستغرب أن تكون هذه التعزيزات تحمل رسائل إلى الروس والإيرانيين والنظام السوري بوقت واحد... تركيا لن تقبل أن تكون خارج إطار العملية السياسية في سوريا، ولن تقبل أن تخرج من القضية السورية خالية الوفاض".

بودكاست

شو الحل؟ - الموسم الثالث

شو الحل؟ - الموسم الثالث

بودكاست

شو الحل؟ - الموسم الثالث

شو الحل؟ - الموسم الثالث

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض