نساء سوريات يروين تجاربهن القاسية في غرف الولادة

تقارير | 30 06 2021

آلاء محمد

ضرب وركل وتعنيف لفظي وانتهاك للخصوصية، كل هذا وأكثر يطال النساء السوريات في غرف الولادة داخل المستشفيات بشكل عام، وتواجهه السوريات أيضاً في تركيا حسب ما رصد برنامج "إنت قدها" مع نور مشهدي، وضيوفها الصحفي والكاتب التركي جلال ديمير، والمحامية السورية عفاف الرشيد، والطبيبة النسائية ريم استنبولي.


أنجز البرنامج استبيان عشوائي شمل أكثر من 500 امرأة مقيمة داخل تركيا، شاركن من خلاله قصص لعنف مورس بحقهن في غرف الولادات أو كن شاهدات عليه هنّ أو أزواجهنّ.

"وضعوني على كرسي متحرك وكنت متعبة ومرهقة جداً وطفلي بدون ملابس وملفوف بفوطة لكبار السن، هذه التجربة القاسية والألم لا أستطيع أن أنساها أبداً". هذا بعض مما شاركته السيدة السورية مع برنامج "إنت قدها". 

وصلت السيدة إلى المشفى في حالة ولادة مبكرة، وعندما دخلت غرفة المخاض تفاجئت بالمعاملة السيئة سواء في سرعة الإستجابة أو في الفحوصات المهبلية التي تجرى عادة قبل الولادة، وفي أثنائها.

تقول السيدة لم يكن الطبيب حاضراً أثناء الولادة، وقامت القابلات والممرضات، بقص العجان فوراً دون انتظار لوقت الحاجة، ما أدى لحدوث النزيف وتعسر إيقافه، وبعد معاناة شديدة تم استعداء طبيبة للتدخل في إنقاذ المريضة، وبقيت في المستشفى ثلاثة أيام بسبب إصابة بجرثومة نتيجة قلة التعقيم.

من جانبه، قال الصحفي جلال ديمير إن هذه القصص مؤلمة جداً، وتركيا كدولة يوجد بها قانون يحفظ حق الإنسان ترفض قطعاً هذا التعنيف الواقع، و أوصى بالاتصال برقم الشكاوي 138 الخاص بوزارة الصحة وقدم في الحلقة معلومات حول طريقة التقدم بشكوى لدى الجهات المعنية حول هذه الانتهاكات.

ركزت المحامية عفاف الرشيد، على معرفة اللاجئين السوريين لحقوقهم التي تمنحهم إياها الدولة التركية، و على ضرورة التوعية القانونية والإحاطة الكاملة بحق اللاجئ ماله وماعليه في جميع الأصعدة.

وتحدثت عن مواد في القانون التركي أعدت حسب الاتفاقيات الإنسانية الدولية بحق اللاجئين السوريين الحاصلين على الحماية المؤقتة بمتابعة حقوقهم عبر المحاكم التركية، من ضمنها المادة رقم 16 في الدستور التركي أن حق الحياة الكريمة والحقوق الإنسانية  محمية للجميع دون استثناء.

اقرأ أيضاً: زواج القاصرات.. الضحية طفلة والمجتمع يتحايل على القانون

ووجهت المحامية عفاف المعنيين بقضية التعنيف في غرف الولادة بالتوجه مباشرة أنه يمكن اللجوء إلى المكتب القانوني في المستشفيات عند حدوث الواقعة وتقديم الشكوى بشكل فوري على الفور.

وأكدت على تسجيل الواقعة وتوثيقها إما عن طريق مقطع صوتي أو فيديو أو تواجد الشهود لتتمكن السيدة المعنفة من تقديم شكاوى قضائية، كما نصحت بتحصيل تقرير طبي يوثق الضرر الحاصل على السيدة جراء العنف الذي تعرضت له.

إضافة إلى إمكانية رفع دعوى عن طريق المحامي، مع ضرورة وجود أدلة وإثباتات مثل شهود عيان أو مقطع صوت أو فيديو أو تقرير طبي يؤكد آثار الضرب والتعنيف وغيره.

يعتبر انتهاك الخصوصية واحداً من الشكاوى التي تسجلها السيدات، حيث توضع بعض السيدات في غرف مشتركة دون وجود ستائر فاصلة بين السيدات.

سيدة سورية حامل اضطرت للإسعاف، لأنها كانت مريضة سكري وتحتاج لولادة عاجلة، تقول "ألبسوني مريول العمليات ولكنهم وضعوني أمام باب العمليات لأكثر من ثلاث ساعات وكان الجو بارداً، ثم أدخلونا إلى الغرفة ولكن كان عدد الطلاب كبيراً".

وضعت السيدة بموقف محرج وغير مريح ومنتهك لخصوصيتها، إذ تم نزع مريول العمليات عنها وكانت عارية تماماً أمامهم، وأكثر التجارب التي عاشتها ألماً هو عدم نجاح التخدير القطني، وتم تجربته أكثر من مرة".

عبرت السيدة أكثر من مرة أن التخدير لم ينجح ولكنهم لم يثقوا بألمها وباشروا بالعملية، وعندما حركت قدميها نتيجة الألم، وضعوا لها تخديراً عاماً، بعد خروجها من العمليات وتحويلها إلى قسم العناية، قدم لها طعام خاص بمرضى الضغط وهي مريضة سكر.

الطبيبة ريم استانبولي، قالت إنه في بعض الحالات ونتيجة الخوف والتوتر ربما تظن النساء أنهن يشعرن بالألم، ويتم إجراء فحص معين للتأكد من أن التخدير القطني نجح قبل المباشرة بالعملية، مثل أن يطلب من المرأة تحريك قدمها.

والفحص المهبلي مهم جداً قبل إجراء الولادة، ففي الحالة الطبيعية يتم أكثر من مرة للتأكد من عنق الرحم، وبين الفحص والآخر نصف ساعة، بينما في القيصرية تفحص المرأة لمرة واحدة فقط.

ويتم قص العجان حسب الحاجة الطبية وتحت التخدير الموضعي، أي أنه لا تتعرض كل النساء لهذا الإجراء، ويجب أن تكون الخياطة جيدة جداً حتى لا تقع المرأة في مشكلات لاحقاً.

وركزت الطبيبة على أهمية وجود مرافق أثناء الفحوصات، حتى يتم ضمان حق الطرفين، المريضة والطبيب.

وبالنسبة لحركة الضغط على البطن وما تسمى طبياً "الحزق"، أوضحت الطبيبة أنها غير مستحبة ولكن يجبرون عليها أحياناً حفاظاَ على حياة الطفل، ويتم كبس البطن مرة واحدة.

تعتقد الطبيبة أن هناك مشكلة تثقيفية في مجتمعنا، إذ أن المرأة غير مثقفة بموضوع الولادة ولا يوجد جهات تقوم بهذه العملية وتدرب النساء على الولادة والضغط والاسترخاء وغيرها.

حلقة مليئة بالقصص الحقيقية والمؤلمة، لمعرفة المزيد من التفاصيل شاهد الحلقة كاملة:

بودكاست

شو الحل؟ - الموسم الثالث

شو الحل؟ - الموسم الثالث

بودكاست

شو الحل؟ - الموسم الثالث

شو الحل؟ - الموسم الثالث

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض