"داء التقبيل" ربما تسمع بهذا المرض لأول مرة، وسبب التسمية يعود لكونه ينشأ عن فيروس "إبشتاين - بار" ( EBV) الذي ينتقل عن طريق اللعاب أوالقبل، إضافة إلى إمكانية انتقاله عن طريق مشاركة الأكواب "الشرب من نفس كأس شخص آخر مثلاً" أو أدوات الطعام.

ويسمى داء التقبيل أيضاً بداء "كثرة الوحيدات العدائية" أي زيادة عدد كريات الدم البيضاء، أو "كثرة الوحيدات الخمجية".

ما هي أعراضه؟

تتنوع أعراض داء التقبيل بين صداع وإعياء وضعف العضلات وطفح جلدي يتكون من بقع وردية أو أرجوانية مسطحة على جلدك أو في فمك وتورم اللوزتين إضافة إلى تعرق ليلي.

وفي بعض الأحيان ، قد يتضخم الطحال أو الكبد أيضاً، وفق موقع "healthline" الصحي.

لكن عادة ما تكون العدوى غير خطيرة وتختفي من تلقاء نفسها في غضون شهر إلى شهرين.

من يصاب بهذه العدوى؟

عادة ما يصيب هذا النوع من العدوى المراهقين والشباب عن طريق الاتصال الفموي الحميم وتستمر لعدة أسابيع، لكنه يمكن أيضاً أن يصيب الأطفال الصغار دون أن يخلّف أعراضاً قاسية عليهم، وفق موقع "ncbi" التابع لمعاهد منظمة الصحة العالمية.

اقرأ أيضاً: فلورونا مرض مركّب من الفيروسات.. أعراضه والوقاية منه

كيفية علاجه؟

إلى حد كبير تتشابه أعراض هذا الداء مع الإنفلونزا العادية التي تصيب الناس في فصل الشتاء، ويكون العلاج عن طريق أخذ قسط من الراحة، وشرب المزيد من السوائل، وتناول الأطعمة الصحية.

وقد يصف الطبيب دواء كورتيكوستيرويد لتقليل تورم الحلق واللوزتين.

علاقته بالتصلب العصبي المتعدد

يمكن أن تكون هناك أيضاً عواقب طويلة المدى نتيجة اكتساب الفيروس، إذ تحدث العديد من الأمراض المرتبطة بفيروس "أبشتاين بار" بما في ذلك بعض أنواع السرطان وأمراض المناعة الذاتية، إضافة إلى مضاعفات نقص المناعة الأولية لدى الأشخاص الذين يعانون من طفرات جينية معينة.

مؤخراً ذكرت دراسة جديدة لجامعة "هارفرد" الأميركية أن مرض التصلّب العصبي المتعدد قد يكون سببه داء التقبيل "فيروس إبشتاين بار".

وقالت الدراسة إنه نظراً لكون فيروس "أبشتاين بار" يسبب تعباً، وتضخماً في الغدد، فهو يستطيع إلحاق الجسم بعدوى خفية تستمر مدى الحياة ربما تكون سبباً رئيساً للإصابة بالتصلب العصبي المتعدد.

وبحسب الدراسة التي نُشرت في مجلة "ساينس"، الخميس الفائت، فإن هذا الاكتشاف "خطوة كبيرة لأنه يشير إلى أن في المستطاع الوقاية من معظم حالات التصلب المتعدد عن طريق وقف عدوى فيروس إبشتاين بار، وأن استهداف هذا الفيروس يمكن أن يقود إلى علاج لمرض التصلب العصبي المتعدد".

ويعيق مرض التصلب العصبي المتعدد الجهاز العصبي في الجسم، حيث يهاجم الجهاز المناعي غمد الحماية (المايلين) الذي يغطي ألياف الأعصاب، ويسبب مشاكل في الاتصال بين دماغك وبقية جسمك. في النهاية، يمكن أن يسبب المرض تلفاً أو تدهوراً دائمين للأعصاب، كما يمكن أن يسبب لبعض المرضى فقدان القدرة على المشي.

ولا يوجد حتى الآن علاج شاف لهذا المرض، لكن اكتشاف لقاح مضاد لفيروس (إبشتاين بار) أو استهدافه بأدوية مضادة للفيروسات يمكنهما في نهاية المطاف الحؤول دون الإصابة بداء التصلب العصبي المتعدد أو الشفاء منه، وفق ما ذكره كبير الباحثين في الدراسة ألبرتو أشريو، ونقلته مجلة "ساينس".