تقارير | 6 03 2022
محمد أمين ميرةسيناريوهات محتملة لتطور الهجوم الروسي المستمر على أوكرانيا نحو صراع أوسع ضمن منطقة الشرق الأوسط، استعرضتها صحيفة إسرائيلية، فيما أكدت أخرى بريطانية أنّ موسكو تكرر ما فعلته في سوريا.
"سوريا منطقة مهمة للنقاش وقد تقرر روسيا تسخين الأمور فيها لصرف الانتباه عن العزلة التي تواجهها دبلوماسياً في أوكرانيا، وتحاول إيران الموجودة هناك التصعيد المباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية".
ما ذكر سابقاً في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية خلال الساعات الماضية، أشار إلى إمكانية شن هجمات ضد قواعد أمريكية في سوريا ومنها "التنف" الواقع ضمن المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني.
قد يهمك: روسيا: وقف إطلاق نار لإجلاء المدنيين في مدينتين بأوكرانيا
ومن إحدى السيناريوهات التي توقعتها الصحيفة، سحب الولايات المتحدة قواتها من سوريا، إذا شعرت أنها بحاجة إلى الالتزام مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، جراء تصاعد التوتر مع الصين، وربما تختار تركيا أيضاً مهاجمة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).
"جيروزاليم بوست" لم تستبعد وقوع عملية عسكرية بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، فقد يرى الأخير أنه حان الوقت المناسب للتصعيد في الجولان السورية المحتلة أو الحدود اللبنانية.
تكتيكات روسية مشابهة
من ناحيتها تحدثت صحيفة "الغارديان" البريطانية، عن رابط بين ما يحدث في المدن الأوكرانية من تكتيكات عسكرية روسية، وما جرى على يد موسكو قبل سنوات في مدينة حلب شمالي سوريا.
تتبع روسيا وفق الصحيفة البريطانية، سياسة الأرض المحروقة، كما فعلته في حلب جنباً إلى جنب مع قوات النظام السوري، حين "دمرت الإنسان والتراث" داخل المدينة القديمة، وفق تعبير الغارديان.
This has happened again and again in Syria. There is no limit to the destruction and terror Putin is prepared to inflict, if he thinks it can advance his aims. https://t.co/3X4KTHJe79
— George Monbiot (@GeorgeMonbiot) March 5, 2022
التدخل الروسي في سوريا خلال الأعوام الماضية، ساعد النظام السوري في استعادة السيطرة على كثير من الأراضي في البلاد، ومنها بينها حلب ومناطق من ريفها، لكن بتكلفة باهظة على المدنيين.
يثير ذلك حسب الغارديان، المخاوف من تكرار نفس الشيء في الهجوم الروسي على أوكرانيا، بخاصة أن منظمات حقوقية وهيئات دولية، اتهمت روسيا والنظام السوري بتعمد استهداف منشآت مدنية.
"مهاجمة المدنيين والبنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس، أمر غير قانوني بموجب القانون الدولي، ولكنها سياسة فعالة في كسر معنويات السكان المقاومين" حسب الصحيفة.
هجمات مستمرة
ولليوم الحادي عشر على التوالي، تتواصل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وسط ضغط من موسكو للسيطرة على مناطق جنوبية بالإضافة إلى العاصمة كييف.
وتقول روسيا إن الهدف من العملية التي أعلنت عنها يوم 24 شباط/فبراير 2022، بهدف "نزع سلاح من أوكرانيا، وتطهيرها من النازيين ومنعها من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي".
And this is what Schastya and Stanytsia Luhanska “liberated” by Russians look like. The Ukrainian authorities applied to the Red Cross for help.#StandWithUkraine pic.twitter.com/l0EnbtbHEs
— Oleksandra Matviichuk (@avalaina) February 27, 2022
ورد الجيش الأوكراني بصد الهجمات الروسية، فيما فرضت الدول الغربية الداعمة له عقوبات وصفت بالـ "قاسية" على روسيا، وقدمت مساعدات عسكرية ولوجستية إلى كييف.
اقرأ أيضاً: روسيا تقصف محطة "زابوريجيا" وأوكرانيا تحذّر من تكرار كارثة تشرنوبل
وهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الساعات الماضية، بتجريد أوكرانيا من صفتها كـ "دولة" واعتبر العقوبات الدولية على بلاده بمثابة "إعلان الحرب"، حسبما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
واشتد القصف الروسي على كييف، والمناطق الشمالية الغربية لأوكرانيا، وسط تقدم لموسكو من جهة الشرق، وفق فرانس برس.
عمليات إجلاء للمدنيين
بلدية مدينة ماريوبول الساحلية التي تطوقها القوات الروسية، أعلنت أنها ستبدأ جهوداً لإجلاء سكانها المدنيين بعدما أخفقت جهود سابقة بسبب انتهاكات لوقف إطلاق النار.
Ukrainian authorities have sent a dozen buses to take the evacuees further. Shelling is quite frequent on the side. Some evacuees say they saw Russian tanks, other say they were just bombed constantly - hard to verify pic.twitter.com/CN3lsnLMCw
— Isobel Koshiw (@IKoshiw) March 6, 2022
ويعلن الجيش الأوكراني إلحاق خسائر بشرية وعسكرية يصفها بالفادحة في صفوف القوات الروسية، فيما تؤكد الأخيرة أنها دمرت منظومات دفاع جوي ومنشآت وآليات عسكرية لكييف.
ووصفت الأمم المتحدة عبر معرفاتها الرسمية في مواقع التواصل، موجات النزوح من أوكرانيا بأكبر أزمة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وعَبَرَ الحدود الأوكرانية أكثر من مليون ونصف مليون لاجئ إلى دول الجوار خلال الأيام العشرة الماضية حسب مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.