وأكد مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" لموقع "سكاي نيوز" أمس الأربعاء، أنّ القوات الروسية بدأت منذ أسابيع عدة تنفيذ انسحاب تدريجي لقواتها من مناطق متفرقة في سوريا، وبشكل خاص من قاعدة حميميم في اللاذقية، وأنّ عمليات الانسحاب تشمل آلافاً من وحدات المشاة وسلاحي الطيران والهندسة.

وأوضح المسؤول أنّ وزارة الدفاع الروسية أبلغت حكومة النظام السوري خططها بالانسحاب، حيث تسعى الأخيرة إلى ملء الفراغ الروسي من خلال إرسال قوات غير نظامية، منها ما هو تابع لحكومة النظام وأخرى مدعومة من "الحرس الثوري الإيراني" لتفعيل تواجدها في الشمال والشمال الشرقي استعداداً لاحتمال حصول تغيرات أمنية ميدانية.

الهدف من تلك الانسحابات، التي جاءت بطلب من الكرملين، وفق المسؤول، لضرورة تعزيز الجبهة الأوكرانية بمزيد من القوات الروسية.

العدد الدقيق للقوات الروسية في سوريا غير معروف حالياً، لكن بحسب وزارة الدفاع الروسية، تمركز 63 ألف جندي روسي بين عامي 2015 و 2018 في سوريا، نصفهم تقريباً من الضباط، وفق صحيفة"moscowtimes".

وقال مسؤول كبير في البنتاغون مطلع شهر أيار الحالي، إنه خلال الأسابيع الثلاثة من المرحلة الثانية من الحرب ضد أوكرانيا، كان تقدم الجيش الروسي "ضئيلاً في أحسن الأحوال"، ويعاني الجيش من ذات المشكلات التي حدثت أثناء الهجوم على العاصمة الأوكرانية "كييف": من القيادة الضعيفة وانخفاض الروح المعنوية وضعف الخدمات اللوجستية التي تؤدي إلى حقيقة أنّ الهجوم "متأخر عن الجدول الزمني".

وبعد المرحلة الأولى، وفق البنتاغون، فقد الجيش الروسي في الحرب نحو 25 في المئة من قوته القتالية.

وقدّر مسؤولون غربيون وأوكرانيون أن ما لا يقل عن 10 آلاف جندي روسي قتلوا في الحرب منذ بدء الحرب في أواخر شباط الماضي، بحسب "سي  إن إن" عربية.

اقرأ أيضاً: 5 سيناريوهات لتأثر العلاقة الإسرائيلية الروسية تجاه سوريا بسبب أوكرانيا

تخوفات من الانسحاب الروسي لصالح إيران

 الملك الأردني عبد الله الثاني، أبدى تخوفه من تغيير قواعد الاشتباك في سوريا، وتحدّث عن مخاطر تراجع الدور الروسي لصالح الدور الإيراني.

وفي لقاء مع برنامج "باتل غراوندز" العسكري التابع لمعهد هوفر في جامعة ستانفورد، اعتبر العاهل الأردني أن "ملء إيران ووكلائها الفراغ الذي تخلفه روسيا في سوريا قد يؤدي إلى مشكلات على طول الحدود الأردنية". 

وأضاف أن "الوجود الروسي في جنوب سوريا كان مصدر تهدئة، ولكن مع انشغال موسكو في أوكرانيا، فإن الأردن يتوقع تصعيداً في المشكلات على الحدود".

أما جاكوب ناجل مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق لرئيس الوزراء السابق، بنيامين نتانياهو، اعتبر بمقالة نشرتها مجلة "نيوز ويك"، أن "انسحاب روسيا من سوريا سيكون فرصة لإسرائيل".

ومؤخراً صعدت إسرائيل من ضرباتها الجوية ضد مواقع عسكرية في سوريا، حيث استهدفت في الـ 20 من أيار الحالي بعض النقاط في جنوبي دمشق، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص، وفي الـ 13 من أيار قتل مدني و4 جنود من قوات النظام، وأصيب 9 آخرون بقصف إسرائيلي استهدف منطقة مصياف بريف حماة الغربي، وفق وكالة "سانا".

وقبل أيام صرّح نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف لوكالة "ريا نوفوستي"، أن "موسكو ستطلب من أنقرة فتح المجال الجوي للطائرات الروسية المتجهة إلى سوريا، موضحاً أن "إغلاق الأجواء لم يسهّل عمل القواعد الروسية" في البلاد هناك.