"خسرتُ زوجتي، عامان وأنا أحاول في ملف لم الشمل دون فائدة" يقول قاسم أبو زيد لاجئ سوري مقيم في ألمانيا، واصفاً معاناته خلال عامين عجز فيهما عن الاجتماع مع زوجته بسبب عدم استجابة السلطات الألمانية في الرد على ملف لم الشمل.

 زوجة أبو زيد، لم يذكر اسمها، واحدة من "500 شخص لا يزالون في عداد المفقودين بعد غرق قارب قبالة السواحل اليونانية" الأربعاء الفائت، وفق الأمم المتحدة.

يقول أبو زيد في مقابلة مع قناة "WDR" الألمانية: "خسرت زوجتي بسبب قانون الدولة الألمانية الذي يرفض لم الشمل بسبب عامل اللغة الألمانية".

يقيم أبو زيد في مدينة هامبورغ الألمانية، منذ 3 سنوات، وقبل عامين تزوّج في الأردن من زوجته التي كانت مقيمة في مخيم الأزرق بمحافظة الزرقاء الأردنية، لكن لم يستطع لم شملها "ما أجانا رد على موعد لم الشمل".

عدد لا بأس به من السوريين المهاجرين على متن القارب كانوا في الأردن، توجهوا منها إلى ليبيا، ومن ثم انطلقوا في القارب في سبيل الوصول إلى إيطاليا ومنها إلى دول أوروبية.

ويمنح قانون الإقامة الألماني الحق القانوني بلم الشمل العائلي مع الزوج أو الزوجة، ومن الشروط الأساسية "النجاح في امتحان مستوى A1 للغة الألمانية، أي التمكن من الفهم والتحدث والقراءة والكتابة بشكل بسيط، وفق موقع "DW" الألماني.

يئس أبو زيد من ملف لم الشمل ما دفعه لإلغاء الموعد الذي حصل عليه من السلطات الألمانية، يقول: "أكثر من شخص جاءهم رد برفض لم الشمل بسبب عائق اللغة، وزوجتي أمية عاشت في المخيم لسنوات، لذلك لم تكن قادرة على تعلم اللغة الألمانية، إضافة إلى بعد مركز تعليم اللغات عن المخيم".

لم يفقد أبو زيد زوجته فقط، وإنما خسر شقيقها الذي كان معها في الرحلة على متن القارب الغارق، إضافة إلى سبعة أشخاص "كلهم مفقودون".

ويختم أبو زيد حديثه، موجّهاً رسالة إلى الحكومة الألمانية: "خسرت زوجتي بسبب اللغة، لا أطالب الحكومة الألمانية بإعطائنا المال، لا أرجو سوى التخفيف من شروط لم الشمل".

وزارة الخارجية الألمانية، قال لموقع " DW " في تقرير نشر آذار الفائت، إنّه في كل عام على مدى السنوات الماضية، تم رفض ما بين 8 آلاف و 10 آلاف طلب تأشيرة لم شمل للأزواج. 

اقرأ أيضاً: روايات سوريين عن قارب الموت.. اليونان: "صورة أخي بين الناجين"

لا نساء وأطفال بين الناجين

جورجيوس فاسيلاكوس، طبيب الإنقاذ المتطوع في الصليب الأحمر اليوناني، قال لموقع "bbc"، إنه لم يكن من بين الناجين نساء وأطفال.

وأضاف، أن الناجين أفادوا أن "جميع النساء والأطفال كانوا معزولين في قاع القارب".

وتابع: "لهذا السبب والأحداث المتلاحقة وانقلاب القارب الذي حدث بسرعة كبيرة، لم يتمكن الضحايا من الخروج في الوقت المناسب".

ونقلت وكالة "رويترز" عن أمين عام "الرابطة السورية في اليونان"، أيمن البكري، قوله بأنه لا يوجد من بين الناجين نساء "ماتت جميع النساء، وغرقن، وغرق أطفالهن بين أذرعهنّ".
 
500 شخص في عداد المفقودين

لا يزال 500 شخص في عداد المفقودين بعد غرق القارب قبالة السواحل اليونانية، بحسب مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وفق ما نقل موقع "bbc".

وفي بيان مشترك مع المنظمة الدولية للهجرة، قالت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إن القيام بأي عملية بحث وإنقاذ هو ما يتعين فعله للحيلولة دون وقوع خسائر في الأرواح.

وأصبح دور خفر السواحل يخضع لتدقيق متزايد، بعد غرق قارب الصيد الذي يحمل نحو 750 مهاجراً.

وقال رئيس حكومة تسيير الأعمال اليونانية، يوانيس سارماس، إن "تحقيقاً شاملاً سوف يفتح بهدف الكشف عما حدث، إضافة إلى بعض الأمور الفنية التي لها صلة بالحادث"، لتحديد سبب غرق القارب.

وذكر التلفزيون اليوناني، أنه تم اعتقال 9 أشخاص، بينهم عدد من المصريين، للاشتباه في ضلوعهم في الاتجار بالبشر.

وبعد مضي أكثر من 72 ساعة على غرق "قارب الموت"، الذي يقل مهاجرين غير شرعيين، بينهم سوريون، قبالة السواحل اليونانية، تتلاشى الآمال بالعثور على ناجين، بعد إنقاذ السلطات اليونانية 104 أشخاص، وانتشال جثث 78 شخصاً.