دفعت حرب غزة المستمرة منذ 15 يوماً على التوالي، إلى تعليق وإلغاء إقامة مهرجانات عربية عريقة في العديد من الدول العربية، كانت تقام في هذا الوقت من كل عام، بعدما علا صوت الموت على صوت الحياة في قطاع غزة.

في قطر.. "هذا الوقت ليس للاحتفال"

وأعلنت مؤسسة "أفلام الدوحة" منظمة مهرجان "أجيال السينمائي" في بيان على منصة انستغرام، إلغاء فعاليات المهرجان، تعبيراً عن التضامن مع فلسطين، وكان مقرراً انطلاق الدورة الـ 11 منه في الثامن من الشهر المقبل لمدة ثمانية أيام.

وجاء في بيان المؤسسة أنّ "مهرجان أجيال ليس مجرد احتفال سنوي بفنّ سرد القصص، لكنه في جوهره حدث مجتمعي، ركيزته المجتمع، وأقيم من أجل المجتمع، وفي هذه الأوقات العصيبة، نؤكد تضامننا مع مجتمعاتنا في المنطقة، ونشاركهم مشاعر الحزن والأسى جراء الخسائر اليومية الهائلة في الأرواح البريئة. فهذا الوقت ليس للاحتفال، بل وقت العمل والمبادرات الهادفة".

وذكرت مؤسسة الدوحة للأفلام" أنها منذ تأسيسها، دافعت عن أصوات المجتمعات الأقل تمثيلاًوحضوراً في جميع أنحاء العالم، بهدف تحقيق التوازن في سرديات الأفلام…وكان إبراز القصص الفلسطينية أمراً بالغ الأهمية في عملنا ويندرج ضمن رؤيتنا كمؤسسة ثقافية"، وفق قناة "قنا" القطرية.

وبدلا من تقديم نسخة هذا العام من مهرجان أجيال السينمائي، ذكرت المؤسسة أنها ستعمل على استكشاف طرق جديدة لاستخدام منصاتها لتعزيز وصول الأصوات الفلسطينية إلى أوسع جمهور في جميع أنحاء العالم.

في تونس أيضاً

وأعلنت وزارة الثقافة التونسية، إلغاء الدورة الرابعة والثلاثين من مهرجان"أيام قرطاج السينمائية"، تضامناً مع الشعب الفلسطيني، والذي كان من المقرر إقامته ما بين الـ 28 تشرين الأول الحالي وحتى الرابع من تشرين الثاني المقبل.

وقالت الوزارة في بيان لها: "تضامناً مع شعبنا الفلسطيني الشقيق، واعتباراً للأوضاع الإنسانية الحرجة التي يشهدها قطاع غزة وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، جرّاء العدوان الصهيوني الغاشم، قرّرت وزارة الشؤون الثقافية إلغاء تنظيم الدورة 34 من أيام قرطاج السينمائية،.

وتعرّف الصفحة الرسمية عن المهرجان بأنه "أقدم مهرجان سينمائي في إفريقيا والعالم العربي، وقد حمل على عاتقه منذ تأسيسه الدفاع عن أفلام الرأي الإفريقية والعربية، باعتبارها تعكس وجهة النظر الفنية للسينمائيين بعيداً عن السينما التجارية السائدة المهيمنة والتي تهدف إلى الترفيه والهروب من الواقع".

اقرأ أيضاً: كاتبة ومسرحي سوريان ينسحبان من معرض فرانكفورت للكتاب

في مصر

علّقت وزارة الثقافة المصرية إقامة ثلاثة مهرجانات بسبب الأحداث الجارية في فلسطين، وهي مهرجان "الموسيقى العربية" في دورته الثانية والثلاثين، الذي كان مقرراً انعقاده بين 24 تشرين الأول الحالي وحتى الثاني من الشهر المقبل.

وأجلت أيضاً مهرجان "القاهرة السينمائي الدولي" في دورته الخامس والأربعين، الذي كان من المقرر إقامته في الفترة من 15 إلى 24 تشرين الثاني 2023

كذلك أجّلت إدارة "مهرجان الجونة السينمائي" موعد فعاليات الدورة السادسة للمرة الثانية خلال أسبوعين، حيث كان مقرراً إقامته اعتباراً من 13 الشهر الحالي لمدة 7 أيام، قبل أن يتأجل إلى 27 من الشهر ذاته، ومن ثم تأجل إلى موعد لاحق.

ومع تأجيل المهرجان أعلنت إدارته التبرع بمبلغ خمسة ملايين جنيه لدعم جهود الإغاثة الإنسانية لأهالي غزة.

ويهدف مهرجان "الجونة السينمائي" إلى عرض مجموعة من الأفلام المتنوعة للجمهور، وخلق تواصل أفضل بين الثقافات من خلال فن السينما، وفق الموقع الرسمي للمهرجان.

في فرنسا

وألغت جوائز الموسيقى الأوروبية "MTV" حفلها السنوي بنسخته الـ 30 الذي كان مقرراً إقامته في 5 تشرين الثاني المقبل في العاصمة الفرنسية باريس، وذلك بسبب مخاوف أمنية من الأوضاع الراهنة في قطاع غزة، وقال المنظمون إنهم يتطلعون إلى عودة الحدث في تشرين الثاني 2024.

وكانت هذه المرة الأولى التي سيقام فيها حفل توزيع جوائز "MTV" في العاصمة الفرنسية، منذ 28 عاماً، وكان آخر مرة استضافت فيها باريس الحفل، عندما كان رئيسها الحالي إيمانويل ماكرون يبلغ من العمر 17 عاماً.

 وجاء إلغاء الحفل بعد تصاعد جرائم العنف في فرنسا في الآونة الأخيرة، منها مقتل معلم في مدينة أراس، وإخلاء ستة مطارات في مختلف أنحاء فرنسا بعد تلقيها تهديدات باعتداءات عبر البريد الإلكتروني، في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة منذ أسبوعين.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم السبت، أن عدد قتلى قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، بلغ منذ السابع من تشرين الأول الجاري، 4 آلاف و137 وفي الضفة الغربية بلغ 84، وأشارت إلى أن "نحو 70 بالمئة من القتلى في قطاع غزة من الأطفال والسيدات والمسنين".